Aug 25, 2015

وحدة الوجود نعمة من الله الودود

أيّها العلماء المنكرون لوحدة الوجود! والقائلون بكفرها! ما تقولون عن الشّيخ الأكبر محي الدّين بن عربي رضي الله عنه الذي صرّح بوحدة الوجود فى كتبه كلّها؟ وما تقولون عن الحكمة الّتي قالها فى كتبه، وحدة الوجود؟

"سُبْحَانَ مَنْ أَظْهَرَ الْأَشْيَاءَ وَهُوَ عَيْنُهَا" والمراد بِمَن هنا الله تعالى، والضّمير من أظهر يعود إلى من، والواو مِن وَهُوَ حاليّة، والضمير يعود إلى من، والهاء من عينها يعود إلى الأشياء،


والمعنى المفهوم من قوله هذا " أنّ الخلائق كلّها عين الله"، أي الموجودات كلّها عين وجوده تعالى، ولاغيريّة بينه وبين خلقه، بل العينيّة بينه تعالى وبين خلقه ظاهرة ظهورَ الشّمس فى رابعة النّهار، وظهور القمر ليلة البدر، لها دلائل من الكتاب والسنة، ومن الحكم العرفانيّة الّتي ظهرت من أفواه العارفين، ومن أراد أن يعرفها فليطالع الكتب الّتي كتبها المحقّقون المدقّقون، والرّاسخون فى العلوم، والعارفون المكاشفون، وأمّا الإنكار من دون معرفة به وبحِكَمه الّتي قالها فجهل محض أو جنون صِرْف، كالصّوفي والمرجوم - الرجيم - ، ولا يليق للإنسان بل لا يحلّ له ولو كان عالما أو جاهلا أن يكفّر الشّيخ الأكبر بعباراته الّتي لم يفهم معناها ومفهومها، ولكنّه يسكت حتّى يتبينّ له الحق عن الباطل،

ولله درّ القائل :

               عَابَ الْـــكَلَامَ أُنَاسٌ لاَخَـلَاقَ لَــهُـمْ               وَمَا عَـلَـيْـهِ اِذَا عَابُـوْهُ مِـنْ ضَـرَرٍ
               مَاعَابَ شَمْسَ الضُّحَى فِى الْأُفْقِ طَالِعَةً         أَنْ لَايَرَى ضَوْئَهَا مَنْ لَيْسَ ذَا بَصَرٍ

(الإمام ابن حجر الهيتمِي الفتاوى الحديثية ص 207)
  
والـمراد بالكلام هنا علم الكلام، وهو علم متعلّق بالله تعالى وصفاته وأسمائه، وإن شئت قلت وحدة الوجود،

ومعنى البيتين : إنّ العالم الّذي ينكر وحدة الوجود ويَعِيْبها فهو عالم ناقص لا تامّ لاعلم له بالشريعة ولا با لطريقة، ولا دخل له فى أيّ فنّ من الفنون، بل هو حجر أملس، أو هو شجر يابس، وما على علم الكلام أيّ ضرر وأيّ نقص بعيب هذا الأبله الأحمق إيّاه، كما لايضرّ السّحاب نبح الكلاب، والأعمى لايرى ضوء الشمش، وكذلك أعمى القلب، فلا يفهم الحقّ والصَّواب ولايرى ربّه لكونه محجوبا بالحجب الظلمانيّة ومطرودا من الحضرة القدّسيّه،


فيجب على العالم الّذي يخاف ربّه فى سرّه وعلنه أن لايعيب علم الكلام وعلم  التصوّف وعلم وحدة الوجود كما يعيبها الوهّابيّون المارقون من الدّين مروق السّهم من الرّميّة، وأن لا يفتي أحدا من المسلمين بخروجه عن دين الإسلام بأفعال فعلها وبأقوال قالها محتملة للخطأ والصّواب.