Oct 30, 2015

الحقيقة الوجوبية

أيّها الإنسان! جدّد التّوبة فى غالب الأزمان، وأكثر من الإستغفار والصّلاة والسّلام على السيّد المختار، وذكر مولاك، الّذي على موائد كرمه ربّاك.

واعلم أنّ هذه الأمور كلّها تجوز من قيام وقعود، واضطجاعٍ ورقود فى الخلوة والجلوة مع الإستدبار والإستقبال، بوُضوء ومن غير وضوء ولو عليك جنابة، وإن كان مع الوضوء وباقي الشّروط اكمل فى الإثابة، والغرض أن لاتغفل عن الطاعة، كلّما أمكنك حَذَرًا من التّفريط والإضاعة، ولو كلّ ساعة مرّة من ذلك، ليتّصل من قلبك النّور من السيّد المالك وينفعك ذلك، عند ذكر مجلسك المخصوص، فإنّ قلبك حينئذ لا يتحوّل عن استحضار عظمة مولاك، كأنّه بنيان مرصوص وتجدُه خاليا من التّشويش والإختلاط، منشرحا للطّاعة فى غاية القوّة والنّشاط، كلّ ذلك لاتّصال قلبك بالأنوار، بسبب تجديدك الطاعة با لنّهار، إذ الّلغو وترك العبادة موجب للكسل وشغل القلب وزيادة،

(منقول من رسالة العهد الوثيق لمن أراد سلوك احسن طريق.
للإمام الشّيخ محمود خطّاب السّبكي)


قال الشّيخ عبد الكريم الجيلي رحمه الله فى الصّفحة الحادية والعشرين من كتابه "الإنسان الكامل" أنّ الحرف الرّابع من هذا الإسم (ألله) هو الهاء، فهو إشارة إلى هويّة الحقّ الذي هو عين الإنسان. قال الله تعالى قل يا محمّد هو أي الإنسان الله أحد فهاء الإشارة فى هو راجع إلى فاعل قل، وهو أنت، والمراد به محمّد صلّى الله عليه وسلّم. وإلّا فلا يجوز إعادة الضمير إلى غير مذكور، اقيم المخاطب مقام الغائب التفاتا بيانيّا، إشارة إلى أنّ المخاطب بهذا ليس نفس الحاضر وحده، بل الغائب والحاضر فى هذا على السّواء، قال الله تعالى ولو ترى إذ وقفوا ليس المراد به محمّدا وحده بل كلّ راء.