أيها الأخ العاطش إلى معرفة مولاك الذي خلقك فسوّاك فعدلك، وأظهرك من ذاته المقدّسة الّتي لايَعرضها فناء ولاتغيّر، وجعل الجهل به واعتقاد الغيريّة بينه وبين خلقه حجبا ثقيلة قويّة كثيفة،
أيّها الأخ المسلم! أخبرك عن علوم وتفاصيلَ لست تنالها من الكتب، ولامن العلماء الّذين أعمى الله أبصارهم وبصائرهم كالوهّابيّين المتمرّدين المطرودين عن حضـرة الربّ عزّ وجلّ، وكالمولويّين الّذين قضوا سنوات فى الكلّيّات العربيّة نائمين ولاعبين، وجاهلين بالفاعل والمفعول والمبتدأ والخبر، وتخرّجوا منها وهم حَمقى وبله،
وهي علوم وهبها الله لعباد مكرمين، فدوا أنفسهم وأموالهم ومالهم من البساتين والدّكاكين ومن الأراضي والقصور، لله الواحد الأحد الصّمد، وأحيوا لياليهم بالعبادة والنّاس نيام، وتخلّقوا بأخلاق فاضلة، وتأدّبوا بآداب فائقة، سهروا اللّيالي بإحيائها، وخالفوا نفوسهم فى أمرها ونهيها،
أيّها الأخ العزيز، إن فهمت العلوم الّتي ألقيها عليك وعملت بها وأنت مُخلص لله علّمك ربّك مالم تعلم، وفهّمك مالم تفهم، وفتح لك بابا إلى معرفته ومشاهدته، وأعطاك مفتاحا تفتح به كلّ باب مُغلَق،
عنْ أَبِي مُوسَى قَالَ: قَامَ فِينَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِخَمْسِ كَلِمَاتٍ، فَقَالَ: " إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ لَا يَنَامُ، وَلَا يَنْبَغِي لَهُ أَنْ يَنَامَ، يَخْفِضُ الْقِسْطَ وَيَرْفَعُهُ، يُرْفَعُ إِلَيْهِ عَمَلُ اللَّيْلِ قَبْلَ عَمَلِ النَّهَارِ، وَعَمَلُ النَّهَارِ قَبْلَ عَمَلِ اللَّيْلِ، حِجَابُهُ النُّورُ - وَفِي رِوَايَةِ أَبِي بَكْرٍ: النَّارُ - لَوْ كَشَفَهُ لَأَحْرَقَتْ سُبُحَاتُ وَجْهِهِ مَا انْتَهَى إِلَيْهِ بَصَرُهُ مِنْ خَلْقِهِ ".
(صحيح مسلم - 197/334)
فَالسُّبُحَاتُ بِضَمِّ السِّينِ وَالْبَاءِ وَرَفْعِ التَّاءِ فِي آخِرِهِ، وَهِيَ جَمْعُ سُبْحَةٍ، مَعْنَى سُبُحَاتُ وَجْهِهِ نُورُهُ وَجَلَالُهُ وَبَهَاؤُهُ، وَأَمَّا الْحِجَابُ، فَأَصْلُهُ فِي اللُّغَةِ الْمَنْعُ وَالسَّتْرُ، وَحَقِيقَةُ الْحِجَابِ إِنَّمَا تَكُونُ لِلْأَجْسَامِ المحدودة، والله تعالى مُنَزَّهٌ عَنِ الْجِسْمِ وَالْحَدِّ، وَالْمُرَادُ هُنَا الْمَانِعُ مِنْ رُؤْيَتِهِ، وَسُمِّيَ ذَلِكَ الْمَانِعُ نُورًا أَوْ نَارًا لِأَنَّهُمَا يَمْنَعَانِ مِنَ الْإِدْرَاكِ فِي الْعَادَةِ لِشُعَاعِهِمَا، وَالْمُرَادُ بِالْوَجْهِ الذَّاتُ،
وَالْمُرَادُ بِمَا انْتَهَى إِلَيْهِ بَصَرُهُ مِنْ خَلْقِهِ جَمِيعُ الْمَخْلُوقَاتِ، لِأَنَّ بَصَرَهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى مُحِيطٌ بِجَمِيعِ الْكَائِنَاتِ، وَلَفْظَةُ (مِنْ) لِبَيَانِ الْجِنْسِ، لَا لِلتَّبْعِيضِ، وَالتَّقْدِيرُ لَوْ أَزَالَ الْمَانِعَ مِنْ رُؤْيَتِهِ وَهُوَ الْحِجَابُ الْمُسَمَّى نُورًا أَوْ نَارًا وَتَجَلَّى لِخَلْقِهِ لَأَحْرَقَ جَلَالُ ذَاتِهِ جَمِيعَ مَخْلُوقَاتِهِ،
(شرح النّووي على مسلم 13:3)
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «سَأَلْتُ جِبْرِيلَ عَلَيْهِ السَّلَامُ،
هَلْ تَرَى رَبَّكَ؟ قَالَ: إِنَّ بَيْنِي وَبَيْنَهُ سَبْعِينَ حِجَابًا مِنْ نُورٍ، لَوْ رَأَيْتُ أَدْنَاهَا لَاحْتَرَقْتُ»
(المعجم الأوسط 278:6)
قَالَ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ: «إِنَّ لِلَّهِ سَبْعِينَ حِجَابًا مِنَ النُّورِ لَوْ كَشَفَهَا لَأَحْرَقَتْ
سُبُحَاتُ وَجْهِهِ كُلَّ مَا أَدْرَكَ الْبَصَرُ»
(تفسير الرازي، مفاتيح الغيب 234:1)
وَرَدَ أَنَّ بَيْنَ الْعَبْدِ وَرَبِّهِ سَبْعِينَ أَلْفَ حِجَابٍ مِنْهَا مَا هُوَ نُورَانِيٌّ وَمِنْهَا مَا هُوَ ظُلْمَانِيٌّ،فالظُّلمانيَّة
هِيَ حُجُبُ الْأَغْيَارِ وَلَيْسَتْ مُرَادَةً؛ لِأَنَّهَا لِغَيْرِ الْوَاصِلِينَ، وَهَذَا التَّفْسِيرُ الَّذِي قَالَهُ الشَّارِحُ
قَالَهُ أَبُو الْحَسَنِ الشَّاذِلِيُّ نَقْلًا عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - حِينَ رَآهُ فِي الْمَنَامِ
فَقَالَ لَهُ مَا مَعْنَى قَوْلِك فِي الْحَدِيثِ إنَّهُ لَيُغَانُ عَلَى قَلْبِي
فَقَالَ غَيْنُ أَنْوَارٍ لَا غَيْنَ أَغْيَارٍ يَا مُبَارَكُ.
(حاشية الصاوي على الشرح الصغير 796:4)
والخلاصة المفهومة من الأحاديث المذكورة (وإن كان بعضها صحيحا وبعضها ضعيفا) أنّ بين العبد وربّه سبعين حجابا باتّفاق الصوفيّة الصّافية، بخلاف بعض العلماء الذين لادخل لهم فى علم التّصوّف وبخلاف جميع الوهّابيّين الّذين لانصيب لهم فى علم التّصوّف وفى علم الله،
وأنا الآن أبدأ ببيان الحجب التي بين العبد وربّه، كما عرفت من كتب الصوفية وكما سمعت من أفواه المشائخ الكرام،
واعلم ياأخي أنّ الحجب الّتي بين العبد وربّه حُجبٌ للعبد، لاللرّبّ، لأنّ الرّبّ لايحجبه شيئ، ولايحيط به شيئ، لاعقل ولابصـر، لاعلم ولافهم، وهو بحر عميق بسيط، لايدرك كنهه ولايُعلم عُمقه وقعره وقدره، فكيف يحجب الخلقُ خالقَه؟ وكيف يحيط به؟
هذا هو الإيمان الصّحيح، والتوحيد الخالص، والعقيدة الصحيحة، والمحجوب فى الحقيقة هو العبد لاالربّ، واختلف العلماء فى الحجب الّتي تمنع العبد من الوصول إلى ربّه ومن معرفته، فقال بعضهم هي الغيريّة، وهي أساس الحجب وأصلها وعرقها، والغيريّة هي إعتقاد الغيريّة بين العبد وربّه - بين الخلق وخالقه -، وقال بعضهم الحجب كثيرة كما سيأتي تفصيلُها،
والحجاب نوعان من وجه، وهما حجاب ثقيل وحجاب خفيف، ونوعان آخران من وجه، وهما حجاب نورانيّ، وحجاب ظلمانيّ،
فالحجاب الثقيل يصعب على العبد إزالته، بخلاف الخفيف،وكذلك الحجاب الظلمانيّ، بخلاف النّورانيّ وهذه الحجب كلّها مُندَمِجة فى السبعين المذكورة فى الأحاديث،
ولكنّ العبد إن جاهد مع نفسه حقّ الجهاد بمخالفتها فى الأطعمة والأشربة والمنازل والملابس والمسكن وغيرها ممّا تشتهيها نفسُه فاز فوزا عظيما، ونال ماتَمَنَّى، كما قال الله تعالى ”والّذين جاهدوا فينا لنهدينّهم سبلنا “وهذا وعد من الله، والله لايخلف الميعاد - ماوعده -،
وقوله تعالى ”سبلنا“ يدلّ على أنّ السّبل الموصلة إلى الله تعالى كثيرة، لكون لفظة ”سبلنا “ جمعا لامفردا، والمراد بالسّبل الطرائق الّتي أسّسها الأولياء العارفون، كما أخبرني بهذا التفسير غير واحد من مشائخي بالهند، من أهل الكشف والإلهام،
وعلى هذا الأساس كلّ طريقة من الطرائق العليّة المقبولة الّتي لاتخالف الشـريعة سبيلٌ موصل إلى الله تعالى، كالقادريّة للشّيخ عبد القادر الجيلاني رحمه الله، والشاذلية للشّيخ أبي الحسن علي الشاذلي رحمه الله، والرّفاعية للشّيخ سيّد أحمد كبير الرفاعي رحمه الله، والجشتية للشيخ خاجا معين الدين حسن السّنجري رحمه الله، والأكبريّة للشيخ الأكبر محي الدين ابن عربي رحمه الله، والمولويّة للشيخ جلال الدين الرُّومِيّ رحمه الله،
وأمّا الطريقة الّتي تخالف الشريعة ولو فى نقطة منها فلا تدلّ على الله ولاتكون سبيلا إليه، ولاتُوصل أحدا إلى الله، فيجب على من يريد الوصول إلى الله إجتناب مثل هذه الطريقة واحترازها، وتركُ العلاقة مع أصحابها وشيخها، وإن كانوا أقرباء وأصدقاء، وإن ظهر على يد شيخها خوارق العادات، وإن تَرَبَّع فى الهوى، لأنّ كلّ طريقة خَالَفَتِ الشّريعة باطلةٌ وكلّ شريعة خالفت الطريقة عاطِلةٌ، كما قال الأولياء العارفون،
وإن سألني سائل ”وما هي الحجب الّتي تمنع العبد وتحجِبُه من الوصول إلى الله وإلى معرفته “ فأقول له ”وهي الأخلاق المذمومة والعقائد المخالفة للشريعة المطهّرة والأعمال السيّئة “
وأمّا الأخلاق المذمومة فكثيرة لاتُعدّ ولاتحصى، ولكنّ الصوفية الصافية قالوا ”أقوى الحجب وأخبثها وأحقرها إعتقاد الغيرية بين الخالق والمخلوق “ هذا هو الحجاب الأكبر، وهذا هو الكفر الصـريح، وهذا هو الشـرك الذي أشار إليه الربّ تعالى بقوله ”إنّ الشـرك لظلم عظيم“ وبقوله ”إنّ الله لايغفر أن يشرك به ويغفر مادون ذلك لمن يشاء“
وأمّا عبادة الأصنام والأوثان فلا خلاف فى شركها وكفرها عندي وعند جميع العلماء والأئمّة، ولكنّ هذا الشرك أصغر بالنّسبة إلى شرك الغيريّة عند الصوفيّة،
فمن اعتقد الغيريّة ولم يعبد شيأ من الأصنام والأوثان فقد أشرك باعتقاده الغيريّة، كأكثر مسلمي هذا الزّمان، وكذلك من اعتقد العينيّة بين الخالق والمخلوق وعبد الأصنام والأوثان فقد أشرك بعبادة مخلوق مخصوص محدود،
ومن الحجب المانعة من الوصول إلى الله تعالى الأَنّيّةُ، وهي شعور العبد بأنّ له وجودا مستقلّا مغائرا لوجوده تعالى، وهذا الحجاب هو الحجاب الثّاني، من الحجب الثقيلة الكثيفة المُظلِمة، ولله درّ القائل،
وَقُلْتُ وَمَا ذَنْبِيْ فَقَالَتْ مُجِيْبَةٌ *** وُجُوْدُكَ ذَنْبٌ لَايُقَاسُ بِهِ ذَنْبٌ
ومن الحجب المانعة أيضا الكِبر والعجب والحسد والحِقد وسوء الظّنّ بالله وبخلقه، والغِيبة والنّميمة وشرب الخمر وغيرها، من الأخلاق المذمومة والمعاملات السيّئة، والعادات المخالفة للشّريعة ،
ومن الحجب المانعة الجهل بالله - عدم معرفته من حيث الذّات والصّفات والأسماء،
والحجب الثّقيلة الكثيفة المظلمة هي الغيريّة والأنّيّة، والخفيفة هي الحسد والكبر وغيرهما من الأخلاق المذمومة والعادات السّيّئة،
والعبد يستطيع أن يزيل الحجب الخفيفة بهمّته وسعيه ومجاهدته، ولكن يَصْعَب عليه إزالة الحجب الثّقيلة الكثيفة، لأنّ الغيريّة كعلقة عضّت رجل إنسان ودخلها، فلا يمكن إخراجها إلاّ بعمليّة جِرَاحِيَّة، وكذلك الأنّية التي دخلت قلب العبد، فلا يمكن إخراجها إلاّ بعمليّة جِراحيّة، والعمليّة الجراحيّة لإزالة عَلَقَة الغيريّة والأنّيّة هي مبايعة شيخ كامل صاحب التّصرِيف، لأنّه هو الطبيب المتخصّص الوحيد لإخراج نجاسة الغيريّة والأنّية، ونائب الحقّ تعالى فى أفعاله وتصرّفاتِه،
ومن الحجب المانعة الكِبْرُ، ”وهو بَطَرُ الحقّ وغَمْطُ النّاس “ بطر الحقّ إنكاره، وغَمْطُ النّاس تحقيرهم، وهذان الخُلقان من الحجب، وأمّا المتكَبِّرُ من لايقبل الحقّ والصّواب وإن عرف، كالقرنيّين الذين إنحرفوا عن دائرة الإسلام، بإثباتهم لله الجسم والجهة والمكان، وتحقيرهم رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، واستهزائهم بالأولياء وكراماتهم، وبإنكارهم المذاهب والأئمّة مطلقا وأئمّة الفقه خاصّة، وعلم التّصوّف الذي هو روح الإسلام ولُبُّ الإيمان، وبإنكارهم أمورا كثيرة مثبتة بالدلائل النّقليّة والعقليّة، وسبّهم مشائخ الطرائق أصحاب الكرامات كالشيخ الأكبر محي الدين ابن عربي والشيخ محمد الغزالي رحمهما الله وأمثالهما، وتكذيبهم أكثرَ من خمسين حديثا من أحاديث النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم الواردة فى صحيح البخاري للإمام محمد بن إسماعيل البخاري رحمه الله الذي قال العلماء والأئمّة عنه ”أصحُّ الكتب بعد كتاب الله صحيح البخاري “ وتكفيرهم أئمّة التّصوّف ووحدة الوجود،
وهؤلاء القرنيّون هم المتكبّرون، لإنكارهم الحقّ والصّواب، وتحقيرهم أئمّة الإسلام، ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم وعلى أبصارهم غشاوة،
ومن الحجب المانعة العُجْبُ وَالشُّحُّ المُطَاعُ وَالْهَوَى المُتَّبَعُ، كما قال الرسول صلّى الله عليه وسلّم وجمعها فى حديث واحد، ”ثلاثٌ مُهْلِكَاتٌ “ شُحٌّ مُطَاعٌ وَهَوًى مُتَّبَعٌ وَإِعْجَابُ الْمَرْإِ بِنَفْسِهِ،
والشُّحّ هو البخل أو شدّة البخل، ولفظة ”مُطَاعٌ “ اسم مفعول من اَطَاعَ من باب الإفعال، والمعنى لهذه العبارة بُخْلٌ أَطاعه صاحبُه، أي يعمل كما يأمره بُخلُه كأنّه عبدٌ له وهو ربُّه، وهذا معنى شحٌّ مطاعٌ، والنّبي الفصيح البليغ المتكلّم بجوامع الكلم أتى بلفظة اسم المفعول ليدلّ الكلام على أنّ المطيع بُخله أخسأُ حالا وأقبح من الذي يطيعه بُخلُه، أي يعمل بُخله كما يأمره صاحبه، فلذا لم يأت النّبيّ الفصيح البليغ بصيغه اسم الفاعل (شحٌّ مُطِيع) فَفُهِمَ من فصاحة النّبيّ وبلاغته أنّ الشُّحّ الذي يطيع صاحبه ويعمل كما يأمره فليس من الحجب المانعة،
والأمر الثّاني من الحجب المانعة (هَوًى مُتَّبَعٌ) الهوى هو الشهوات النَّفسانيَّة، وشدّة الحِرص على الطعام والشـراب واللّباس والمال والبستان والدكان والسيّارة وغيرها، وهذه اللّفظة -الهوى - جارية على أَلْسِنَة العوام من المسلمين بكثرة، والتفاصيل المذكورة لعبارة (شُحٌّ مُطَاعٌ) من الحديث المذكور صالحة لهذه العبارة (هَوًى مُتَّبَعٌ) لأنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم أتى هنا بصيغة اسم المفعول (مُتَّبَعٌ) كما أتى فى الأمر الأوّل، ولم يأت بصيغة اسم الفاعل (مُتَّبِعٌ)
يقول النّاس لمن رأوه ساعيا ومجتهدا فى جمع المال بالتّجارة أو بغيرها ليلا ونهارا هو صاحب الهوى، ولمن رأوه آكلا كلّ وقت وفوق القدر هو صاحب الهوى، هكذا،
والأمر الثالث من الحجب المانعة العُجْبُ، أي إعجاب المرإ بنفسه، هو - العجب - ظنّ الإنسان نفسه خيرا من سائر خلق الله، وعدُّهُ نفسَه أفضل وأعلى من غيره،
أيّها الأخ العزيز! ذكرت لك بعض الحجب الّتي تمنع الوصول إلى الله عزّ وجلّ ومعرفته، وسأذكر لك إن شاء الله التفاصيل الباقية وبيان ”لو كشفها لأحرقت سبحات وجهه ما انتهى إليه بصره،
والله يرحمك ويبارك فيك ويعلّمك مالم تعلم ويفهّمك مالم تفهم إن قرأت مقالتي هذه بنيّة خالصة ورغبة صادقة، أستريح واسترح إلى اللّقاء الثاني إن شاء الله،
أحقر العباد
وأخوك فى الله
عبد الرؤوف عبد الجواد
**************************











