Mar 2, 2016

أيّ فرق بين القائل بكفر وحدة الوجود وبقتل القائلين بها وبين رجل موصوف بالأوصاف الآتية؟


وأمّا القول بقتل القائلين بوحدة الوجود فهو كقول رجل يدور الشّوارع والطّرق وعلى عاتقه ورأسه أثواب وسخة خَلِقَة، وبيده خشبة طويلة، ويتكلّم بكلمات لا تناسب ما قبلها ما بعدها، ويرفع صوته بكلمات لا معنى لها في أيّة لغة من اللّغات، ويشتم المارّين في الطّريق، وورائه صبيان يرمونه بالأحجار والبيضات،


وأمّا هذا القائل فلا يلتفت إليه ولا يعتدّبه ولا بكلامه، ولوكان القائل هكذا سيّدا أو شيخا هرما أو شيخا يبايع النّاس أو أستاذا صوفيّا أو مدرّسا مرجوما أو جنديّا أو هنديّا، لأنّ قوله ”بقتل القائلين بوحدة الوجود “ قول ضائع مخالف للكتاب والسنّة، ولأقوال الأولياء العارفين بالله والفانين في الله، كالشّيخ الأكبر محي الدّين ابن عربي والشّيخ عبد الكريم الجيلي والشّيخ عبد القادر الجيلاني والشّيخ تاج الدّين عطاء الله الإسكندري والسيّد الشّيخ زين العابدين من أهل بيت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم والشّيخ حجّة الإسلام محمّد الغزّالي والشّيخ عبد الوهّاب الشّعراني وأمثالهم ، رضي الله عنهم،

وهؤلاء العارفون صرّحوا بوحدة الوجود في تصانيفهم كالفتوحات والفصوص، والإنسان الكامل والنّادرات العينيّة، وفتوح الغيب،والحكم، ومرآة العارفين، وإحياء علوم الدّين ومشكاة الأنوار،واليواقيت والجواهر،

وهذا الرّجل القائل بوجوب قتل القائلين بوحدة الوجود فقد قتل بقوله هذا جمّا غفيرا من الأولياء الّذين حدّثوا بوحدة الوجود، كالأئمّة المذكورين،

ألم يعلم هذا القائل ما قال الشّيخ الأكبرمحي الدّين ابن عربي في مواضع كثيرة من تصانيفه (سبحان من أظهر الأشياء وهوعينها) ؟

ألم يعلم هذا الشّخص ما قال الإمام حجّة الإسلام محمّد الغزّالي في مواضع كثيرة من كتابه إحياء علوم الدّين(وليس في الوجود سوى الله تعالى وأفعاله) الباب الأوّل في فضيلة الأوراد وترتيبها وأحكامها، (إذ ليس في الوجود تحقيقا إلّا الله وأفعاله)كتاب آداب السّماع والوجد، (إذ ليس في الوجود شيئ سوى الله تعالى وأفعاله) كتاب شرح عجائب القلب، (والرّابعة أن لا يرى في الوجود إلّا واحدا) كتاب التّوحيد والتّوكّل،فإنّ من عرف نفسه وعرف ربّه عرف (قطعا أنّه لا وجود له من ذاته وإنّما وجود ذاته ودوام وجوده وكمال وجوده من الله وإلى الله وبالله) كتاب المحبّةوالشّوق والأنس والرّضا، (وإلّا فالعبد من حيث ذاته لاوجود له من ذاته، بل هو محوٌ محض وعدم صِرف) كتاب المحبّة والشّوق والأنس والرّضا، (وليس في الوجود إلّا ذاته وأفعاله) كتاب المحبّة والشّوق والأنس والرّضا، (وأنّ ذلك هو الله تعالى وحده لاشريك له، وأنّ سائر الأنوار مستعارة وإنّما الحقيقيّ نوره فقط، وأنّ الكلّ نوره، بل هو الكلّ ، بل لا هويّة لغيره إلّا بالمجاز) مشكاة الأنوار ص 280 ،

ألم يعلم هذا الشّيخ - هذا القائل - ما قال القطب الأكبر أبو الحسن عليّ الشّاذلي - مؤسّس الطّريقة   الشّاذليّة - كما نقله الشّيخ عبد الوهّاب الشّعراني في الجزء الأوّل من اليواقيت والجواهر، (قدمحق الحقّ جميع الأغيار بقوله هو الأوّل والآخر والظّاهر والباطن، فقيل له أين الخلق ؟ فقال موجودون، ولكن حكمهم مع الحقّ تعالى كالأنابيب الّتي في كوّة الشّمس تراها صاعدة هابطة فإذا قبضت عليها لا تراها، فهي موجودة في الشّهود مفقودة في الوجود) اليواقيت والجواهر الجزء الأوّل ص 65 

ألم  يعلم هذا الرّجل ماقال الشّيخ العالم العروس في لغة تامل

ஹக்கை கல்கில் ஹக்காக காணாத வாழ் நாள் 
துக்கமாம் என்றதால் துனக்கினீ பில் ஹால்

ألم يعلم هذا العالم ما قال الوليّ صاحب الكرامات الباهرة المدفون في ” قايل فطن “ تيكا صاحب وليّ الله

காலத்தை ஏச வேண்டாம் 
என்றதால் காலம் நீயே
கோலங்கள் கொண்டதெல்லாம் 
ஷஷகுதா|| அன்றி வேறு யாரோ
ஆலத்தில் நீயேயல்லால்
அறவே வேறில்லை யெந்தன்
சீலத்தை நல்லதாக்கி
சிறப்பருள் யா காலிகே!

               وهذا القائل - المفتي والآمر غيره بقتل القائلين بوحدة الوجود  - كذّب الآيات القرآنيّة كقوله تعالى ” ولله المشرق والمغرب فأينما تُولّوا فثمّ وجه الله “ ، وقوله تعالى ” هو الأوّل والآخر والظّاهر والباطن “ وقوله تعالى ” ألا إنّهم في مرية من لقاء ربّهم ألا إنّه بكلّ شيئ محيط “ وكذّب أيضا الأحاديث النّبويّة الصّحيحة كقوله صلّى الله عليه وسلّم (لو أنّكم دلّيتم بحبل إلى الأرض السّفلى لهبط على الله ثمّ قرأ ” هو الأوّل والآخر والظّاهر والباطن “ )

فيجب على هذا القائل وجوب عين أن يتوب إلى الله توبة نصوحا ويرجع عن مقالته هذه قبل أن يزور عزرائيل عليه الصّلاةوالسّلام ويعلن النّاس برجوعه عن هذه المقالة الشّنيعة الضّالّة المضلّة إن كان ورعا تقيّا مخلصا،
”إنّ بطش ربّك لشديد “           
     (يتبع) 
        
ملاحظة: أخبرني غير واحد بأنّ القائل بوجوب قتل القائلين بوحدة الوجود أمر أصحابه وأحبابه أمر وجوب بقتلهم حيث وجدوهم ، فإن قتل أيّ أحد من القائلين بوحدة الوجود بسريلانكا فالقائل الآمر هو الضّامن. 

مولويّ الحاجّ عبد الرّؤوف مصباحي
01 مارس 2016